الرئيسية » » قصائد | ظبية خميس

قصائد | ظبية خميس

Written By Unknown on الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014 | 10:19 ص

... قصائد | ظبية خميس








(1)

أذيبك أيتها الكتلة

أحولك إلى شيكولاته سوداء مرة

أحليها برحيق الروح .

أذيبك أيتها الكتلة

فلا طاقة لي بحملك في صدري

وأنت كتلة من الغضب والحزن والسأم .

كيف نمشي إذن

ونحن نحملك

ونحمل أرواحنا معاً .

وأي أيام نتعثر بها وأنت تعثرين

علينا في كتلة الزمن .

(2)

على ماذا نفتح أعيننا أيها الرب الكريم

وكيف نواري سوءات يوم آخر .

لا نوارس في الفضاء

وغربان الكون تنعق في خرائبه .

مبجل اسمك في الأرض والسماء

وتحت الأرض يرقد أمواتنا

فيما نذرع الأرض ذهاباً وإياباً

نحو من

وعلى ماذا تمشي هذه

الخطى المرهقة . . خطانا .

نقول الأمس واليوم وغداً

ولا نقبض على شيء

وحتى ما كناه لا نكونه من جديد .

من صبوة الشباب إلى واقعية الشيخوخة

من حبو إلى حبو آخر

يتناقص فينا حب الحياة

وبالأمل ننتظر

ونصبح . . . ونصير . . . ثم لا شيء بعد ذلك . . .

لا شيء سوى براهين الخرائب

وصمت القبور

(3)

مرتاحة في هدوء

تمضغ الغزالة عشبها

وعلى ضفاف النهر تغسل الأفراس ذيولها

وتلاعب النوارس أسماك البحر

الصغيرة ما بين لقمة وأخرى

فيما يركض الطفل فرحاً بطيارته الورقية

بين كل هذا

وذاك .

(4)

(إلى محمود درويش)

التماسيح النائمة

تحلم، أيضاً

بأن لا يفاجئها الصياد

وأن تجد هي فرائسها غافلة

عن سطوة فكها المفتوح

الذي يكمل التهامه للطعام المباح

وهي لا تزال نائمة .

عصفور الدوري

صديق لمحمود درويش

يحفظ أغنياته

ويلم أجنحته

حيث يحضن صورة صاحبه

في خبايا قلبه الصغير .

(5)

(إلى مي غصوب)

مي في مكتبها

بين الأوراق والكتب

وبضحكة دافئة

ترشد الباحث إلى ضالته

مي المبهجة، دائماً،

تنحت صلصالها

وترقص رقصتها

وتضييف أصدقاءها

من كرم الحياة تستمد قوتها

جميلة رغم العين الزجاجية

فهي وهبت عينها لقضيتها

مي في الخريف الإنجليزي تمشي على الرصيف

فاردة مظلتها

بينما قطرات المطر لا تزال تتبعها .

(6)

(عن مريم)

مريم تحتسي نبيذها

أحمر كما توده

وبين الكأس والآخر تعلن صداقتها

مريم التي تطير بلا جناحين

وتتبع الفراشات وتحكي للأطفال

عن أحوالها

والتي تتبع إشراقة الشمس كي

تمضي إلى النجوم

وتقيم في الصحراء البيضاء خيمتها .

سافرت مريم إلى البعيد

غيرت عنوانها

النبيذ الأحمر وكأسه يسألان

أين هي مريم وفراشاتها؟

(7)

(إلى يوسف)

يوسف كالحب

صغيراً ويكبر

يعابث ألعابه . . ويفتش عن نباح الكلاب

ومواء القطط

يحضنني وهو يردد كلماته

يلبسني الحلق والعقد

ويرش العطر العربي وراء أذني

وما بين شعري .

يقول لي: خذيني معك

- إلي أين؟

- نلعب هناك على البحر

أو نشاهد الكلاب المحبوسة

في محل الألعاب

حيث صاحب المحل لا يأتي، دائماً،

إلا متأخراً .

(8)

(إلى محمد)

محمد حبيبي الصغير يكبر في هدأة الملائكة

يصحبني في أحلامه

وفي تجوالي

وأنا أراه يكبر، ما عاد طفلاً صغيراً

أدلله .

في محنة الحياة يمشي متجنباً آلامها

وفاتحاً ذراعيه

لأمانيه القادمة .

(9)

(إلى أم صفاء)

أم صفاء عجوزتي الطيبة

أو فوزية

أناديها بما أشاء .

تمشي بركبتين تتخلخلان

وتحضر لي خبز الصعيد والعسل

تذود عني الهموم بضحكتها

وتقول لي حبيبتي يا ابنتي

لا تنسيني

فها أنا بعد العمل قد أصبحت بين الشهور

أراك

كما يرى الباحث عن حبه ضوء القمر .

(10)

يا بوحي

نتدفق بين سنين العمر

تحكي عن أيامي، رؤاي، وآلامي

قابع هناك ترصد

من الراصد ومن المرصود

ذلك الصوت الذي يقول لك بعد

أن تصمت الأشياء:

إني أراك

أنا شاهدك على صليب وجودك

لا تهمس، لا تقل، لا تصرخ

فأنا القائم على أمرك .

(11)

قلبي يهفو

يميل ويتنسم هواء بارد

الملمس يهب من بعيد .

لا سيوف، لا خناجر

ولا حناجر تستصرخ المستحيل .

قلبي يهفو حيث الهوى يهب

ويميل حينما يميل .

لامست جوفه

وبللت يدي بندى هواه

وتقطر الدمع من عيني

وجداً

فالهوى يميل، ويميل .

(12)

في صحرائي التي لا صوت فيها

كل شيء يكونني فأكونه في صمت جليل .

تناثرت عليّ رمال كثبانها

فعدوت ما بينها أنفض الأرض

وتنفضني

كنفض عاشقين لماء الحب بينهما

في ظل قمر يولد ويكبر حتى

يستدير .

في صبوتي لا ماء يغمرني

وموج الرمل يعمدني

في بحره

أغدو حروف كون تطير .

(13)

لي حال أراوغها

وفي الصمت كلام يعزف

القول

رماده نار

وناره ظل من ظليل .

وهذا الهوى يفتنني

لا وجه له . . .

ظل أتبعه، أراقصه،

أحدثه . . .

وحيث يميل، أميل .

خذني إلى نور أهدابك

في خفوت الظل

الذي فيه أطير .

(14)

احترس من أخوة يوسف

إنهم يمضغون الجمال

قبل اكتماله .

(15)

يا زائري وما الدنيا سوى حلم

الطف بأحلامي التي لك رويتها

لا تكن مثل سنان القلم

يأكل آمالي ويقرضها .

الضحى موعدنا

والليل ملبسنا

وفي ظلمة الأنوار نكتب ونمحو

ما قد جاء إلينا

وظللنا .

تيه على تيه

يصنع صحراء مودتنا

فإذا ضعت اليوم

كأني قد ضعت قبلك

في القرطاس والقلم .

(16)

أنت، وأنا، وهو 

من ركام الذكريات

إلى قيامة الأموات

من حليب الأم إلى فطام الحياة

من لؤلؤة المجهول إلى وجهه

الذي لا أحد يعرفه .

أموات يستيقظون داخل أموات

وأحياء ينبعثون من الرفات .

والدائرة واحدة هي النجم، والكوكب السيار،

وهي الأرض بما حوت

والسماء بما أمطرت

وهي آهة غير أنها ليست آخر

الآهات

 
 

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.